تكنولوجيا التعليم
" التطور
التاريخي لعلم تكنولوجيا التعليم ،
مفهوم المجال ،ودور الحرب العالمية في بروز هذا
المجال ، أبرز مكوناته ،
والبيئات التي يوجد بها متخصص تكنولوجيا التعليم "
جمع و إعداد :
عادل العوفي ، عبد المجيد الحربي
إستاذ المقرر :
د . عبدالكريم السيف
مقدمة :
نتيجة
للتطور العلمي والمعرفي في القرن الماضي على مختلف الميادين و كثرة العلوم
والنظريات دعت الحاجة إلى طريقة من خلالها يتم استيعاب هذا الحجم الهائل من العلوم
، والمحافظة على التراث الإنساني من خلال نقله إلى الأجيال المتتالية ، لتطويره من
ناحية ووضعه موضع التطبيق من ناحية أخرى , من خلال الاستفادة من جميع من أنتجه
العلم من نظريات وتطبيقات .
معنى كلمة تكنولوجيا :
إنه
من الثابت أن كلمة تكنولوجيا Technology كلمة يونانية إغريقية
الأصل وهي تتكون من مقطعين الأول " تكنو Techno" وهي بمعنى حرفة أو
صنعة ، والثاني " لوجي Logy " وتعني علم ،
والكلمة بمعنييها تعني علم الحرف أو الصنعة ويشتق المقطع الأول من كلمة Technique
وهي كلمة إنجليزية الأصل تعني التقنية أو الأداء التطبيقي ، وإذا أخذنا المقطع
الثاني في الاعتبار فإن كلمة تكنولوجيا تشير إلى علم التطبيق . ويقصد به : العلم
الذي يهتم بتطبيق تلك الدراسات والبحوث والنظريات على أرض الواقع .
مصطلح تكنولوجيا التعليم :
مصطلح
تكنولوجيا التعليم Technology Instructional يعود إلى منتصف القرن الماضي إلا أن جذوره
تعود إلى بدايات ذلك القرن حيث يرى فريق جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا في
الولايات المتحدة الأمريكية أنه سبقت مصطلح تكنولوجيا التعليم عدة مصطلحات مهدت
الطريق لظهوره ، وتتعلق هذه المصطلحات بمجال الوسائل التعليمية وتطوير العملية
التعليمية بشكل عام ، وهو ما يمكن تلخيصه فيما يلي :
التعليم البصري Visual Instruction ( فترة بداية العشرينات ) :
في
هذه المرحلة شهدت بداية تكنولوجيا التعليم حيث كانت تأخذ الشكل المادي ، أي
استخدام وسائل مرئية في التعليم تهدف إلى تحويل المفاهيم التي يتعلمها الفر من
مجردة ورموز إلى اشياء ملموسة ومحسوسة .
ويقصد بتلك الوسائل : أي أداة سواء كانت
صورة أو نموذجاً يقدم للمتعلم خبرة مرئية محسوسة بهدف تحقيق الأهداف التعليمية .
التعليم السمعي البصري
Audio – Visual Instruction ( فترة نهاية العشرينات ) :
في
هذه المرحلة تم استبدال التعليم البصري بالتعليم السمعي البصري نتيجة لاكتشاف
عملية تسجيل الصوت وظهور الصور المتحركة الناطقة التي ساهمت في ظهور هذه المرحلة ،
حيث أصبح مفهوم هذه المرحلة مجموعة من الأدوات والأجهزة التي تستخدم لنقل المعرفة
والخبرات والأفكار من خلال حاستي السمع والإبصار ، أي أن هذه المرحلة أضافت فقط
عنصر الصوت إلى المرحلة السابقة . واستخدامها كوسائل أو معينات تدريس للمعلم .
وهناك التعديد من المصطلحات التي ظهرت في
هذه المرحلة ، منها : الوسائل المعينة على الإدراك – والتعليم الإدراكي –
والمعينات الإدراكية )
ومع
نشوب الحرب العالمية الثانية في بداية الأربعينات الميلادية استخدمت الوسائل
السمعية والبصرية استخداماً مكثفاً في الخدمات العسكرية وفي الصناعة ، حيث أُعتبرت
الوسائل السمعية والبصرية التي استخدمت في أثناء الحرب العالمية الثانية وسائل
ناجحة في مساعدة الولايات المتحدة على حل مشكلات تدريبية رئيسة ألا وهي تدريب
أعداد كبيرة من الأفراد ذوي الخلفيات المختلفة والمتنوعة تدريباً فعالاً . ونتيجةً
لهذا النجاح تجدد الاهتمام فيما بعد الحرب باستخدام الوسائل السمعية والبصرية في
المدارس . وأجريت عدة برامج بحثية مكثفة حول الوسائل السمعية والبصرية والتي كانت
تهدف إلى تسهيل عملية التعلم في موقف ما .
وفي نهاية هذه المرحلة ظهرت
المفاهيم النظرية الأولية لكل من مفهومي الاتصال ومفهوم النظم .
ظهور مفهوم الاتصال Communication Concept ( نهاية الأربعينات ) :
ساهم
ادخال مفهوم الاتصال في مجال التعليم دور كبير في وذلك في إبراز و إيضاح المفهوم
النظري لتكنولوجيا التعليم حيث أصبح التركيز على العملية الكاملة التي يتم عن
طريقها توصيل المعلومات من المصدر ( المعلم أو أي وسيلة أخرى ) إلى المستقبل (
المتعلم ) .
العلوم السلوكية Behavioral Science
( الخمسينات و الستينات ) :
إن
من أهم و أول إسهامات العلوم السلوكية أو علم النفس في مجال تكنولوجيا التعليم هو
ما يسمى بالتعليم المبرمج ، حيث يمكن
توضيح العلاقة بين فكرة التعليم المبرمج ومجال تكنولوجيا التعليم في " أن
الإطار النظري للاتصال السمعي والبصري في مجال تكنولوجيا التعليم يؤكد بشدة على
الرسالة أو المؤثر المنقولة للمتعلم ، وحدوث استجابة للمتعلم يقابلها رد فعل
للمعلم ، والفكرة التي يتبناها ( سكنر ) Skinner تعكس هذا المفهوم ، حيث أن
سلوك المتعلم وتعزيز هذا السلوك يعتبران حجر الزاوية في العملية التعليمية .
ظهور الفكر المنظومي Systematic Approach
( الخمسينات والستينات ) :
نعرف النظام بأنه : عبارة
عن مجموعة من المكونات المرتبة والمنظمة التي تعمل معاً لتحقيق هدف مشترك .
مع
ظهور الفكر المنظومي أصبح ينتظر إلى النظام التعليمي كمنظومة متكاملة بمكوناتها
المختلفة بحيث تعمل هذه المكونات معاً لتحقيق هدف التعلم ، حيث تقوم على تطبيق نتائج البحوث والنظريات
بالإضافة إلى مجالات المعرفة المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج وتقويم وضبط كامل
للعملية التلعيمية , ومن هنا اصبح مفهوم تكنولوجيا التعليم أكثر اتساعاً وشمولاً
من ميادين الوسائل التعليمية بما تشتمل عليه من أجهزة ومعدات لأن تكنولوجيا
التعليم تتناول ميدان التصميم التعليمي بأوسع معانية .
تعريف تكنولوجيا التعليم :
لو اطلعنا على ادبيات المجال لوجدنا تعريفات
كثيرة وذلك لحداثة مجال تكنولوجيا التعليم والتي كانت بدايته الفعلية بعد الحرب
العالمية الثانية .
حددت جمعية الاتصالات
والتكنولوجيا التربوية الأمريكية ( AECT ) ، مفهوم تكنولوجيا
التعليم بأنها :
النظرية والتطبيق في تصميم العمليات ،
والمصادر ، وتطويرها ، واستخدامها ، وإدارتها ، وتقويمها من أجل التعلم .
تعريف آخر لجمعية الاتصالات
والتكنولوجيا التربوية الأمريكية ( AECT ) تكنولوجيا التعليم بأنها
:
هي مجموعة فرعية من تكنولوجيا التربية على
اعتبار التعليم مجموعة فرعية للتربية وهي عملية معقدة متكاملة تشمل الأفراد
وأساليب العمل والأفكار والأدوات والتنظيمات المناسبة التي تستخدمها متكاملة
لتحليل المشكلات التعليمية التي تواجهنا وتقرير وتطبيق الحلول لها ثم تقييم وإدارة
هذه الحلول ، وذلك في المواقف التي يكون التعليم فيها هادفاً ويمكن التحكم فيه .
التعريف الأخير لجمعية الاتصالات
والتكنولوجيا التربية الأمريكية ( AECT ) 2008 :
تكنولوجيا التربية هي الدراسة والتطبيقات
الأخلاقية والمهنية لتسهيل عملية التعلم وتطوير الأداء من خلال إيجاد واستخدام و
إدارة المصادر والعمليات التكنولوجية المناسبة
.
مما سبق يتضح لنا ان مجال تكنولوجيا التعليم
يجمع ما بين النظري والتطبيقي .
مكونات تكنولوجيا التعليم كمجال :
تشتمل تكنولوجيا التعليم كمجال
على مكونات من أبرزها :
( الأجهزة ، والمواد التعليمية ،
والقوى البشرية ، والاستراتيجيات ، والنظريات والبحوث ، والتصميم ، والإنتاج ،
والتقويم ) .
التعريفات بمكونات تكنولوجيا التعليم كمجال :
الأجهزة : وهي الآلات وماكينات وأدوات تستخدم لعرض المحتوى التعليمي المخزون
على بعض المواد التعليمية .
المواد التعليمية : عبارة عن أدوات تحمل وتخزن المحتوى التعليمي لنقلة إلى المتعلمين
بواسطة أجهزة أو بدون أجهزة .
القوى البشرية : أي الأفراد الذين يقومون بإعداد ونقب واستقبال المواد التعليمية
والمحتوى التعليمي وإدارة شئون واستخدام الأجهزة والمواد التعليمية .
الاستراتيجيات
التعليمية : ويقصد بها الطرق و أساليب عرض المحتوى
التعليمي وأيضاً طرق وأساليب استخدام المواد التعليمية .
النظريات والبحوث : مجموعة الأسس والمبادئ النظرية التي تتعلق بالتعلم من خلال المواد
التعليمية وكيفية إعدادها وتقويمها . مثل
نظرية الاتصال و نظرية الإدراك ونظرية المنظمات التمهيدية ، وعلاقة تلك المواد
التعليمية بقدرات المتعلمين .
التصميم : وهو عملية تحديد مواصفات وخصائص المواد التعليمية ( أو الأجهزة )
الجديدة الضرورية لعملية الإنتاج .
الإنتاج : عملية ترجمة مواصفات وخصائص التصميم إلى مواد تعليمية ( أو أجهزة )
جديدة فعلية .
التقويم : وهو عملية تحديد مدى تحقيق الأهداف التعليمة وتقدير فاعلية وكفاءة
المواد التعليمية المستخدمة عن طريق جمع وتحليل وتفسير بيانات وأدلة تتعلق بموقف
تعليمي معين .
البيئات التي يوجد بها متخصص تكنولوجيا التعليم :
1- مدارس وزارة التربية والتعليم .
2- الجامعات .
3- مراكز مصادر التعلم .
4- المدارس الذكية .
5- مراكز التدريب المهني .
6- أقسام التدريب في الوزارات والمصالح الحكومية
.
7- أقسام التدريب في المؤسسات المختلفة مثل
البنوك والشركات والمؤسسات الصحية والاجتماعية .
8- شركات القطاع الخاص ومؤسسات القطاع الحكومي
العاملة في مجال المعلومات وتنمية القوى البشرية .
9- مراكز البحوث التربوية والتدريبية .
10- الجامعات المفتوحة .
المراجع :
الحيله,محمد
محمود (2010) تكنولوجيا التعليم بين النظريه والتطبيق.الطبعه
السابعة.عمان:دار المسيره لنشر والتوزيع.
قنديل ، يس عبد الرحمن
(1999) الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم : المضمون ، العلاقة ، التصنيف.الطبعة
الثانية.الرياض:دار النشر الدولي للنشر والتوزيع.
شمى،نادر سعيد و
اسماعيل،سامح سعيد(2008)مقدمة في تقنيات التعليم.الطبعة الأولى.عمان:دار الفكر
ناشرون وموزعون.
هذاوي،أسامة
سعيد و إبراهيم،حمادة مسعود و محمود،إبراهيم يوسف(2009)تكنولوجيا التعليم
والمستحدثات التكنولوجية.الطبعة الأولى.القاهرة:عالم الكتب نشر وتوزيع وطباعة.
فتح الله،مندور
عبد السلام(1424)وسائل وتقنيات التعليم.الطبعة الثالثة.الرياض:مكتبة الرشد
ناشرون.
بياجيه،روبرت م(2000) أصول تكنولوجيا
التعليم ,الطبعه الاولى,ترجمه:محمد سليمان المشيقح,الرياض:جامعة الملك سعود
النشر العلمي والمطابع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق